كنت في زيارة لأحد أخوان الأحباء وهو " الحاج عبد العزيز " وكنا نتحدث في أمور كثيرة وقبل نهاية الكلام عن قضايا المجتمع تحدثنا عن مناسبة عيد الأم وكيف للإخوان أن يتعاملوا مع تلك المناسبة قال " يعني تحترم مامتك ومتزعلهاش " فقلت له والله يا عم الحاج أنا عمري ما زعلّت ماما ولهذا أكتب تلك المواقف أعترافاً لأمي بتربيتها لي
إليكم الموقف الأول
.
في يوم مظاهرة المحطة في شهر مايو سنة 2005 أنتهيت من الجامعة قبل الظهر بساعة لأن المظاهرة كانت في تمام الظهر وجئت إلي البيت لأرتدي ملابس قوية مناسبة للمظاهرة التي نعلم أنها ستكون صعبة جداً جداً
.
وأمي كانت علي علم بذلك فقالت معك الله
وكنت أعتقد أن أمي تريدني بجوارها حتى لا يصيبني مكروه
فذهبت وبقدرة الله كانت مجموعتي هي نفس مجموعة أبي فكان بجواري
وما أن أقتربنا من المظاهرة وبدأ عساكر الأمن المركزي بضربنا بالقنابل وبالهروات
.
حتي طلب مدير الأمن مجموعة من الإخوان للتفاوض معهم فذهب أبي مع الدكتور عبد الله عبد المجيد لمقابلة مدير الأمن وكان أبي يريد أن يكون بجواري لخوفه الظاهر جداً عليّ
.
وبعدها ذهبنا في الطريق الذي حدده لنا الإخوان وأثناء عبورنا للشارع حتى نصل إلي مكان تجمع المظاهرة سمعت ضابط يقول " هات الواد التخين ده " فإذا بأربعة مخبرين يجرون خلفي حتى يمسكوا بي فلف أحدهم كاوتش عجلة داخلي حول عنقي حتى لا أستطيع الجري وباقي المخبرين يضربوني بشوم علي رقبتي ورجلي ويدي وظهري
.
لكن بفضل الله استطعت نزع الكاوتش من علي رقبتي و أستئنفت الجري حتى رأيت الدكتور سيد حزين يسير و بجواره أخ فجريت حتى أستطيع من خلاله الوصول إلي المسيرة وذهبت فعلا إلي المظاهرة حتى انتهت
.
وبعدها ذهبت لصلاة الظهر شعرت عند الركوع أن قدمي تؤلمني جداً وعند السجود شعرت أن كف يدي اليسرى لا أستطيع أن أضعه علي الأرض
.
وبعض الصلاة اتصلت بأبي ليأخذني إلي الدكتور لأني لم أستطيع المشي فأخذني إلي الدكتور محمد زكي طبيب عظام فقال أن يدي الشمال كسرت و قدمي اليمين كسرت ويجب تجبيسهم وكانت هناك كدمات كثيرة في جسمي كله وخاصة رقبتي وعيني كانت متورمة بسبب قنابل الغاز
.
وذهبت إلي البيت وعندما رأيت أمي قالت بكل قوة " هل كل إخوانك تم ضربهم مثلك " قلت لها " لا ليس الكثير بعض من مجموعتي فقط" قالت " الحمد لله أنك عايش " كانت هذه الكلمة كالصاعقة وكأن جبال انهارت علي رأسي
.
حاولت حبس دموعي لكنها تمردت علي لتنهمر على وجهي
كان بإمكانها أن تفعل أي شيء " التعاطف معي على الأقل " فلست بالشخص السيئ الذي تريد أمه التخلص منه
.
فقالت يا أبني أنا أربيك حتى تكون شهيداً فأي شيء دون الشهادة أمر سهل ويسير والله أنت لست أغلي علي من إسلامي ومن دعوتي ولو لم تكن دعوتك لما حتي فكرت في تربيتك علي الشهادة وحب الأخرة
.
اللهم أرض عني وعن أهلي اللهم أمين
أنتظروا الجزء الثاني