Saturday, April 12, 2008

أنا بكره الماكيت


طوال عمري وأنا أشعر بأنني أعيش داخل "ماكيت" كبير

مجرد ماكيت من الورق المقوى يحاول الجميع طوال الوقت تجميله ليظهر بشكل منمق دائما

ثم بدءوا يفشلون حتى في هذا ، ليظهر الواقع القبيح رغما عنهم

ثم راحوا يعاقبون من يشير إلى هذا الواقع

ثم راحوا يعاقبون من ينظر

اسمحوا لي أن أشرح نظرية الماكيت

حينما كنت في المرحلة الإبتدائية بدأت أنتبه إلى عبارة "المفتش جاي النهاردة" ولأنني مصاب بمرض التأمل، رحت أفكر في معنى هذه العبارة ، ما معني التفتيش مادامت إدارة المدرسة تعرف موعده باليوم والساعة ؟ يخفون عصا التعذيب ويعلقون الجلاد الملون على الحائط ويمسحون أرضية المدرسة ويزينوها بقصاري الورود، حتى السبورة يتم مسحها بالماء لتبدو لامعة نظيفة ، ثم تحدث حركة تبديل الطلاب ، المتفوقون بالصفوف الأمامية والخائبون بعيدا ، بعيدا إلى درجة أنه يتم إخفاء بعضهم خارج الفصل أساسا ، ويأتي المفتش بعد كل هذه الترتيبات التي تفرش له قبل قدومه أجواء من الرهبة والغموض وتزرع في قلب كل طفل منا شعور بالفزع ، ولأول مرة منذ بداية العام يبدأ المدرس في الشرح المتحمس وكأنه يقاتل ، ثم يسأل أسئلة صعبة متفق عليها لنجيب بكل بساطة كالعباقرة ، وحينما يبدأ المفتش أو الموجه في طرح سؤال ، إما أن يتم اختيار أحد المتفوقين للإجابة عنه ، وإما أن يقوم المدرس بتغشيشنا سواء بتحريك الشفاه أو حتى الكتابة على السبورة بطرف خفي كلمات صغيرة يرحل المفتش ، وأنا لازلت أتأمل

هل يعلم المفتش أن هذا كله تمثيلية ؟ بالتأكيد يعلم ، ولكن هل تعلم إدارة المدرسية انه يعلم ؟ بالتأكيد ، وهل يعلم أن إدارة المدرسة تعلم أنه يعلم أن هذا تمثيلية ؟

الكل يعلم ، ولكن لا أحد يجرؤ على مصارحة أحد بما نعلمه

هناك معاطف بيضاء ، وسماعات ، ولقب دكتور ، ولكن لا يوجد طب

هناك سبورة ، وطبشور ، وكتاب ، وقلم ، ولكن لا يوجد تعليم

هناك موظفون ، ومكاتب ، ودفاتر ، وحضور وانصراف ، ولكن لا يوجد عمل

هناك رجال مرور ، ولا يوجد مرور فالشوارع المختنقة

هناك عمال نظافة ، ولا يوجد نظافة

هم يعلمون أننا نعلم ، ونحن نعلم أنهم يعلمون أننا نعلم ، وهم يعلمون أننا نعلم أنهم يعلمون أننا نعلم

ولكن من يتكلم ، هو المخطيء دائما

ببساطة ، إننا نعيش داخل ماكيت

Wednesday, April 2, 2008

مظاهرة حتي تعود الحقوق

يبدأ الأمر بتليفون من علي الجانب الأـخر يقول " أحضر حالاً أنا منتظرك
وقتها أيقنت أن الأمر ليس عادياً أبدا
أذهب إليه ليخبرني أن غداً مظاهرة الساعة 11 أمام
مجلس المدينة ويضع خط سير أمش علية قبل
الوصول إلي المسيرة
يأتي اليوم التالي أستيقظ علي تليفون لأحد أحبابي هو حسن خضري لنسير
معاً ويكون لنا عمل خاص في المظاهرة نتقابل قبل المظاهرة وبعدها يحدث
ما يشاء الله أن يكون
ما حدث في المظاهرة
أولاً: مجموعة من الإخوان تقف بالقرب من المكان في انتظار بداية المظاهرة
حتى يلحقوا بها كنت أسير أمام المنتزه أو أمام عصير الرشيدي أخبرني
أحد الإخوان أن ضابط يأخذ البطاقات من الإخوان ويقف أمامنا وبعدها
رأينا - أنا وحسن – الدكتور فريد إسماعيل أمام مجلس المدينة فجرينا أمام
الضباط وقطعنا الطريق علي السيارات الطريق كنت أخاف أن يضيع مني
الأجر الأول بدأنا بعدد بسيط وبعدها حاول الأمن منع المظاهرة
من التجمع وأعتدي بالضرب علي بعض الإخوان لكن الإخوان الشباب
أطاحوا به كأن لا وجود له فانسحب الأمن المركزي وترك لنا الشارع كله
وحاولوا بعد ذلك منع الإخوان المتأخرين عن الموعد وضربوهم
لكن هؤلاء أطاحوا بالأمن وفي عشر دقائق كنا قد اكتملنا

ثانياً : بعدما بدأنا المظاهرة وكنا نهتف بالروح بالدم نفديك يا إسلام رأيت
موظفين مجلس المدينة يهتفون معنا وكانت منهم امرأة تقول
ربنا ينصركم ربنا معاكم وربنا ينصركم وكانت تحرك يدها
معنا بكل قوة كنت أود أن أقول لها استمري
في دعائك وأخبري أولادك وأهلك أن هناك رجال مصلحون
يرفضون الفساد وكان من العجيب أن أحد عساكر الأمن
المركزي كان بداخل سيارة الأمن المركزي ويشير بعلامة النصر
ويقول والله أنا معاكم وربنا يعينكم
جاء دور كلمة الدكتور فريد اسماعيل وكنا لازم نصور علي طول شلت حسن
علي كتفي وبدأ هو يصور بس دوخني بقه يمين يا حسيني شمال ياعم قلت له هو انت
مش عارف يمينك من شمالك
وكان هناك بعض البنات تقف بجوار المظاهرة فقلت لهم إن كنتم تريدون
عبور الشارع وخائفين تعالوا ولا تخافوا قالوا " لو عندك لوح هتها عايزين
نقف معاكم " قلت طيب ثواني لحد ما أجيبلك لوح ورأيتهم بعد ذلك
يرفعون لوح مكتوب عليها لا لفساد


ثالثا " أنا وحسن خضري كنا نصور بالكاميرا كان حسن يصور
وأن خلفة حماية رأيت حسن يقف علي الرصيف وبجوارة ضابط
فقلت " يعني داقت بيك الدنيا جاي تصور جنب ضابط " قال الضابط
صور بسرعة وأمشي علشان متجبليش الكلام


نتيجة التجربة

يجب علي كل من يريد الإصلاح والتغيير أن تتوفر لدية الإرادة الدافعة إلى العمل " وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأعَدُّوا لَهُ عُدَّةً " التوبة: من الآية 46 " وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا " 115 طه
ووضوح الأهداف وحده لا يكفي للتغيير، ولكنه يحتاج إلى قدرة على التغيير، وتتفاوت درجات القدرة من شخص لآخر، حتى تنتهي عند الإرادة القلبية، وذلك واضح من قول الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ
والعيب كل العيب فيمن كان قادرًا على التغيير، ولكن نفسه ركنت إلى الجمود والسكون، وما أجمل قول المتنبي

وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئًا كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ