السلام عليكم شباب مصر المحروسة .....بعد التحية ، هذه رسالتي لكم - وأنا شاب مثلكم فى مقتبل العمر- أخطها بقلبي قبل قلمي وبعقلي قبل لساني , لعلكم تشاركوني حلمي وحلم الكثيرين منكم .
يا شباب
ونحن على أعتاب عام جديد لا يخفى على أحد منكم ما وصلت إليه مصر من انهيار في شتى المناحي الحياتية ,أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن , فبعد أن كانت مصر على رأس القائمة أصبحت في ذيل الأمم , وبعد أن كان الجميع يصمت حين تتكلم مصر , أصبحت كلمتها غير مسموعة ولا يلقى لها بالاً, وأصبح قرارها ومصيرها بيد غيرها , كلما ظننا أن ما وصلنا إليه هو أسوأ ما يكون , إذا بنا نتجه نحو مزيد من الانحدار حتى أصبحنا لا ندرى إلى أين نحن متجهون وفى أي طريق ماضون وما نهاية هذا المضيق المشئوم
فاقتصاد مصر الذي يشهد حالة من الركود والتباطؤ الشديد , ووضع البورصة الذي يتأثر لأبسط الأسباب وارتفاع نسبة البطالة بشكل مخيف , دفعكم –شباب مصر – للهجرة وأصبح أمل معظمكم أن يهاجر بحثا عن لقمة العيش , وربما لا يفكر في العودة , وبذلك تفقد مصر مزيدا من خيرة العقول وخيرة الشباب
على المستوى الاجتماعي .... نرى التفكك الأسرى وحالات الطلاق والقضايا المنظورة أمام المحاكم عن مجهولى النسب, وعزوف الشباب عن الزواج حتى أصبحت العنوسة تهدد أمن مصر فلم تصبح مصر كما كانت تلك البلده الطيبة التي يضرب بها المثل في ترابط أهلها وتوادهم لدرجة أننا نرى ساكنى العمارة الواحدة – فى بعض المدن المصرية - لا يعرفون بعضهم البعض وأصبح المثل المشئوم ( صباح الخير يا جارى أنت في حالك وأنا في حالي ) شعارا لكثير من الأسر المصرية
في الجانب الثقافي والعلمي ..... فنحن الشعب الذي لا يقرأ , وأصبحت أمة ( اقرأ ) تسجل أدنى نسبة مبيعات وشراء للكتب وأصبحت الأمية شبحا يهدد مستقبل الوطن
على المستوى الصحي ..... أمراض القلب والكلى والكبد والسكر تتصدر القائمة , وقد أعلن وزير الصحة المصري أن المصريون ينفقون سنويا ما يقرب من 32 مليار جنيه على الدواء .وبالتالي اجتمع الثالوث المدمر والكابوس البغيض الفقر – الجهل – المرض ) على أم الدنيا مصر
على المستوى السياسي ..... حدث ولا حرج , فالسياسة هي التي تتحكم في لقمة العيش وتصنع كرامة الشعوب , فهاهي المحاكمات العسكرية التي يأباها كل غيور ومخلص لبلده- أيا كان انتمائه السياسي- يرفض أن يزج بعلماء مصر ورجال أعمالها الشرفاء - الذين يضرب بهم المثل في الكفاءة والخلق- في السجون ليقضوا حتى الآن عاما كاملا بعيدا عن أهلهم وذويهم وطلابهم وأعمالهم وهاهو وضع الأحزاب والمنظمات والجمعيات يُرثى له وأصبح تكميم الأفواه وقمع الرأي الآخر والطوارئ والقبضة الأمنية هي المسئول الأول عن تسيير البلد فلابد من تأشيرة من رأس الهرم في مصر ( جهاز أمن الدولة) على كل مجريات الأمور في ( الجامعات – المساجد – الجمعيات – المؤتمرات – السفر
.هذه مصر يا شباب..
.مصر كنانة الله في أرضه , التي يسكن حبها قلب كل مصري مخلص لبلاده , يفرح لرخائها وأمنها ويحزن لجمودها وتخلفها .
مصر خير الجنود وخير القادة
مصر الرجولة والنخوة والشهامة
مصر الأهرامات والقلعة والنيل والأزهر
مصر التي يسعى الكثيرون لإصلاحها ويتخلف شبابها عن هذا الركب
مصر التي يراها شبابها تغرق ولا يحركون ساكنا
مصر التي تئن وتشكو إلى الله ضعف قوتها وقلة حيلتها وهوانها على شبابها
مصر التي تنظر بعينيها الدامعتين وترفع يدها تطلب العون من الشباب الفتى فينصرف عنها
مصر التي احتضنتك وربتك وترعرعت على أرضها , شربت من نيلها وأكلت من أرضها وأظلتك سماؤها
مصر التي هتفت لها صغيراً --بلادى بلادى لكِ حبى وفؤادى
مصر التي تستصرخك ولا تسمع صدىً لهذا الصراخ
مصر التي تنادى على شبابها أن --تعالوا إلى كلمة سواء
مصر التي تنادى عليك أن تقدم للإنقاذ
فهل تسمعها حقاً كما أسمعها ؟؟؟؟
هل تشعر بهذه الأم الضعيفة ؟؟؟
هل فكرت ولو مرة واحدة فى حياتك كيف تبرها وما تستطيع أن تقدم لها ؟؟؟؟؟؟؟
وأخيراًَ يا شباب .....هي دعوة للتفكير لأجل مصرهي دعوة للبذل
هي دعوة لنفض غبار السلبية البغيضة
هي دعوة لبر مصرهي دعوة للتخطيط من أجلها
هي دعوة لكل غيور على بلده ولكل وطني , ولكل من يحب مصرلأصحاب المدونات والمواقع والمنتديات والصحفيين وطلاب الجامعات والعمال والمهنيين و المثقفين والمفكرين والنخب وصناع القرار ورؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة والمعارضة ورؤساء الأحزاب والهيئات والجمعيات الأهلية والمراكز الحقوقية وكل الشرفاء من هؤلاء وغيرهم من مختلف التيارات والاتجاهات والأفكار وبخاصة الشباب منهم ..
أن تعالوا جميعا إلى كلمة سواء .... تعالوا جميعا للحوار
. تعالوا جميعا لنتفق على هدف واحد حتى وإن اختلفت الطرق
. تعالوا جميعا لنصنع مستقبلنا ومستقبل بلدنا
عودوا شباب مصر لسابق عهدكم مؤمنين بربكم , ثابتين على طريق نهضة بلدكم , عاملين صابرين محتسبين وكلكم طموح , فأنتم قادة الغد ولن يخطط لمستقبلكم أحد , أنتم من سيرسم ملامحه وأنتم من سيقرر مصيركم ومصير بلدكم من الآن , فانهضوا وتحركوا وابذلوا واعلموا أن الله معكم ولن يتركم أعمالكم
مـلحــــوظــــــــــة : أتمنى من كل أصحاب المدونات والمنتديات المساعده فى توصيل الرسالة لأكبر عدد من الشباب ومراسلتي على بريدي الالكتروني لكل من له تعليق أو إضافة أو فكرة أو اقتراح
أحمد السيد عبد الحميد
أحد شباب مصر
ديسمبر 2007
0 التعليقات:
Post a Comment