هل حقا الإلتزام يعيق الحب أم أن الملتزمين لا يعرفون للحب معنا أم أن الحب لديهم يحمل مفهوم خاص طيب الموجود في الجامعه ده أسمه حب كان في قصه إن شاب أحب زميلة له بطريقة كبيرة , وأكثر ما ربطه بها هو حبها له , فمن الصعب التفريط ليس فيمن تحب ولكن فيمن يكون لك محبا وعاشقا , أحبته حتى ملأت عليه حياته , يشعر من داخله بشيء غريب , لكنه لا يستطيع ترجمته عمليا إلى فعل , تواعدا بالزواج بعد التخرج (وأنتوا عارفين كام وعد بالزواج في اليوم الواحد بيوعده الشباب في الجامعة) , حضر محاضرة تتكلم عن الخطوبة وآدابها وحدودها , وأعجب بما فيها من قصص وعرف الحلال والحرام , والذي وجد أن قلبه كان يحدثه بمثله ولكن فيضان الرومانسية المنهمر عليه أوقف عقله عن التفكير يوما , فيقول لنفسه ( إذا كانت هذه هي حدود الخطبة , فما حدود حالي وفلانة , ونحن لن نقدم على الزواج قبل 3 سنوات على الأقل ) إن شاء الله
شعر من داخله بصراع غير عادي , قراره لن يتحمل هو وحده نتيجته , فهو قرار متعد , ويصل تأثيره لأكثر انسانة يحبها على وجه الأرض , هل سيتحمل هو,,,,, وهل ستصمد هي ,,,,, ولكنه تذكر المقوله التي تقول ( إذا هممت فبادر ,, وإذا عزمت فثابر ) , كان في لحظة قوة , فقرر أن يقطع علاقته بحبيبته حتى يتقدم لها بالزواج ,, ولكن كيف سيخبرها
الموقف الصعب
هل أقابلها ,,, أم أرسل لها من يخبرها ,,, هل سأتحمل نظرتها ,,, هل سيضعفني سحر دموعها أو لمسة يدها المتألمة ,,, يا رب افرغ على صبرا ,, وثبتني ,, واهد قلبها معي ,, لنصل إليك بالحلال
قرر أن يصلي استخارة قبل مقابلتها ,, وذهب ليبلغها
تأخر عليها قليلا ,,, ليجدها تنتظره في لهفة وشوق لم يعتدهما ,, كانت في أبهى صورة ,, وكانت في قمة الفرح وهي تجري عليه لتبلغه بنجاحها ,, بارك لها بكل أدب وهو يلجم قلبه ويده بلجام من حديد ,, أحست بقلبها أنه غير طبيعي فظنت أنه مرق أو مهموم ,, فوارت عنه ضحكتها المرحة ,, لتهتم بما يهمه ويشغله سائلة إياه ما الذي يشغلك
السؤال متوقع وبديهي , لكنه من الواضح أنه لم يتخيل صعوبة الموقف ,, هل تكون هذه المرة آخر مقابلة ,, هل يشرب رضعة الأسد والنمر والنسر وكل الوحوش الكاسرة ليبلغها
كسر هذا السكوت الذي لم يلبث إلا ثوان معدودة ولكنها في عمق أُُثرها أعوام عديدة ,, وقال في وضوح
يا فلانة إيه رأيك في علاقتنا
تقصد إيه ,, أنا ضايقتك في حاجة
أنت راضية عن وضعنا الحالي
من الواضح أنك بترمي لشيء ,, ممكن تتكلم في الموضوع بصراحة ,, أنت قلقتني
أنا حضرت محاضرة كذا وكذا
وحكى لها القصة ,, وأنه يجب أن يثبت حبه لها بالزواج ,, وأنه سيقوم بذلك عندما يقدر على مثل هذه الخطوة ماديا ,, كانت تسمعه في حرص وصمت غامضان ,, وتخفي أي رد فعل إيجابي أو سلبي ,, كانت تركز على عينه في الكلام لتقرأ ما بداخله ,, حتى انتهى من كلامه ,, فبادرته بسؤال
أنت مقتنع باللي أنت بتقوله
طبعا ,, أنت رأيك إيه
سيبك من رأيي ,, أنت ناوي فعلا تتزوج بي
طبعا ,,, صدقيني أنا بعمل كده عشان ربنا ,, ونفسي إحنا اللتنين نرضيه
وأنا إيه المطلوب مني دلوقتي
إني محتاجك تساعديني
إزاي
ما نكلمش بعض نهائي إلا أنك تسألي عني عن طريق أختي وأنا كذلك عن طريق والدتك ,, ونتقرب من ربنا في الفترة ده حتى تتحسن الظروف
وأنا موافقة بكل ما أملك من قوة وعقل وقلب
كانت الإجابة الأخيرة نهائية ,, ألقت بالصمت عليهما ,, ليودعا بعضهما لأول مرة بدون تصافح ,, وهو في راحة غريبة ,, ويشعر أنه قد اختار القرار السليم ,, ولكن هل يصمدا لعدة سنوات
نهاية الفيلم الهندي
صدقوني النهاية ده مش نهاية فيلم هندي , ده النهاية الحقيقية , لأن الله سبحانه وتعالى قال في حديث قدسي "من ترك لأجلي أبدلته فوق المزيد" فعلاً والله
يستمر الوضع بالصورة المتفق عليها حوالي عامان , ليدخل البيت من بابه ليرى خطيبته النظرة المحللة , وينظر إليها وكأنه أول مرة يراها , ويشعر تجاهها باحساس أروع من أي مرة سابقة , إنه يراها ليتزوجا
هم الآن متزوجين منذ عدة سنوات , وعندهم 5 أولاد , ويتحدث قائلا ( والله لو لم نفعل ما فعلنا لما تزوجنا , ولو تزوجنا لما عيشنا ما نعيشه الآن) هو ده الحب
فهل يستطيع الشباب قطع علاقاتهم الغير شرعية والتي يدرجونها تحت ما يسمونه بالحب
أم أن الواقع أصعب من أن نغيره
هل تقوي القلوب على العودة لفطرتها التي فطر الله الناس عليها
أم أن القلوب لا تعرف للفطرة سبيلا , ولا تقدر على الحلال طويلا
هل الالتزام يعيق رومانسية القلوب
أم أنها فطرة أقوى من أن يوقفها الالتزام ,,,,,,, وأن الالتزام بدوره يقويها ويمدها بما تحتاج من أمد
أسئلة كثيرة ,,, فالموضوع لن يحل إلا من داخل قلوبنا ,,,, وبتغيير قناعاتنا ,,, واستشعار تكلفة الاختيار ,, فإنها إما جنة وإما نار ,, وإن في الأرض لجنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ,, وما شعورنا إذا بذلنا جهدنا كله في سبيل الحلال
" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فاليفرحوا "